أخبار توانسة

رواية ابنتي

آ ،، تها لغرفتها سريعا وضعتها فوق سريرها الصغير وعدت لتنظيف غرفتي من بقايا الزجاج
جاءت زوجتي ونادتني قائلة أين رقية ؟
قلت: ت فقط فأخذتها لغرفتها
قالت: أبهذه السرعة ؟! لم تأكل المسكينة شيئا اليوم قالت بأنها لن تأكل حتى تأكل معها أنت؟
قلت: أصحيح هذا ؟

قالت : نعم ، وضعت ب الطعام في صحن صغير
بـ ، وظلت تنتظرك و قالت وهي تبتسم سيأكل أبي من يدي اليوم
سأطعمه من يدي كما كانت تفعل أمي
حاولت تغيير الموضوع سريعا ارتديت معطفي وذهبت لعملي كعادتي وأمرتها بأن تعتني بتلك الطفلة
نـ ،، في تلك اليلة تفقدت هاتفي وجدت عشرون رسالة من زوجتي مكتوب فيها بأن إبنتك حرارتها مرتفعة ولم تستسيقظ الى الأن قلت في نفسي لما كل هذا القلق؟! ، ستشفى بعد قليل ولم أبه لأي رسالة من تلك الرسائل ، راسلت زوجتي

وأخبرتها بأن نخرج في جولة في اليوم الذي بعده قالت بأنها لن تستطيع للذهاب حتى تشفى إبنتها ، قالت إبنتها ! ضحكت من قولها ذلك ، غريب أمر المرأة حقا! ليست إبنتها لكن لما تحبها كل هذا الحب ؟! وتعتني بها هكذا وتهتم لشأن قبيحة كتلك
سـ ،، أكملت حديثها ” ربما سنأخذ إبنتي معنا غدا فهي لم تخرج لأربعة أشهر كاملة “أخبرتها ” بأن أصدقائي لايعلمون بشأنها لا يعلمون بأنه لدي طفلة قبيحة ومريضة كتلك لم أخبرهم لستة سنوات كاملة ، أصرت علي لأخذها أخبرتها بأني ألغيت أمر النزهة مادامت ستذهب معنا
عـ،، وصلت لبيتي أخيرا ، وجدت زوجتي تحدث إبنتي
­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­

قالت الصغيرة: هل ستسمحين لي بأن أناديك أمي؟
قالت زوجتي: بلا شك ياصغيرتي فانت إبنتي حقا ، أنا أمك وانت إبنتي
كانت رقية ت صحنا أخر فيه ب الارز و قالت الصغيرة: ماما، ماما ، هل سيأكل أبي معي الالز؟ (تقصد الأرز)
قالت: نعم سيأكل معك الالز ياإبنتي

د ،، دخلت لغرفتي وإستلقيت على سريري لكي أ ، صوت قرع باب غرفتي ، كانت رقية فقط تقول ” أبي لن أدخل غلفتك حتى تسمح لي ، أبي كل معي ب الالز ، أبي ، أبي أتسمعني ؟! إنه الالز كل من يدي ، كل معي ب الالز فقط ، ظلت تنادي علي لكن لم أرد عليها ولو بكلمة واحدة ، لحظات و إن صوتها وسقطت عند الباب … خرجت وجدتها مرمية هناك و الزجاج بقربها وحبات الارز قد تناثرت فوق ثيابها

آ،، ناديت زوجتي فتها لغرفتها ، وأمرتها بتنظيف بقايا الطعام والزجاج ، وقالت لي بنبرة حادة :
لماذا لم تها أنت ؟. اليست إبنتك …؟!
أجبتها” بأني مرهق جدا ولا أستطيع ها ولم أصارحها بكرهي لها”
عدت للنوم مرة اخرى ، لكن لم أستطع بسبب الأرق ، تفقدت زوجتي مرات عديدة وجدت بأنها لم تنم ولم يغمض لها جفن في تلك الليلة بل ظلت مع رقية التي ارتفعت حرارتها ، ظلت تبلل ذاك القماش بالماء وتضعه على جبهتها

ب،،في صبيحة اليوم الذي يليه ، أصرت علي زوجتي لأخذ رقية للطبيب ، رفضت ذلك في المرة الاولى وأخبرتها بأنها حمى عادية وستشفى منها ، لكن زوجتي أصرت علي بعناد ، فقررت أخذهما أخيرا بعد طول إلحاح منها

­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­

ن،،عدنا في متصف ذلك اليوم وأخبرنا الطبيب بأن لانقلق وأنها حمى عادية فقط وأعطانا وصفة طبية فيها ب الادوية ،
وخرجت رقية تلعب بقرب بيتنا مع أولاد الجيران
س،، إنصرفت لعملي بعدها ، عدت مساءا لبيتي ، اقتربت من حينا ، خمسون خطوة وأصل ، أربعون ، إنها ثلاثون الأن ، وجدت أطفال الحي يلعبون كعادتهم ورقية معهم تنظر معهم ، إنها أمامي مباشرة الأن ، تبادلنا النظرات للحظات ، شعرت بإرهاق شديد طرق أرجاء وشعرت بدوار وصداع فضيع برأسي ، سقطت كخشبة بعد ذلك على رأسي ، تحسست رأسي وجدت أن رأسي ينزف ا ثخنا ، جاءت رقية تجري نحوي وتنادي ” أبي أبي ” قم أبي ”
جلست بقربي وهي تقول ” هل أغمضت عي لأنك لا تليد لؤيتي.. ؟! ”
ألجوك قم ياأبي إبنتك لقية لن تزعجك بعد اليوم
وسقطت وعها فوق وشعرها المسدول يلامس وجهي
عد ،،راحت وتهز وتقول حسنا سأذهب بعيدا ، ستستيقظ اليس كذلك ؟
أغمضت وجهها بأصابعها الصغيرة وألتفت وراءها لكي لايراها والدها

.
إلتفتت مرة أخرى ناحية أبيها وفيض من الوع تساقط من عينيها قائلة ألجوك أبي قم ، قم فقط لن أزعجك بعد الأن ، أفتح عي فقط. ، تكلم فقط ، إبنتك لقية بقربك وأمسكت يديا بيديها الصغيريتين
كنت أسمعها ولم أستطع أن اتكلم بكلمة واحدة فقدت بعد ذلك …..

لماذا كل هذه الوع؟
قالت” لاشيء إبنتك رقية فقط
قلت باإستغراب ” ومابها رقية؟
قالت بصوت مت” كانت تراقبك كل ثانية وحين وهي تجلس معك طيلة اليومين السالفين
تقبل يدك ، تقبل وجهك ، تحسست وجهك عدة مرات بيديها الصغيريتين ، قالت بأن أبي جميل جدا ، قالت بأنها تحبك جدا
كنت أسمعها وأبادلها النظرات بإستة

ص زوجتي للحظات وبدأت ترتجف والوع تتساقط منها كزخات المطر ، لم تستطع أن تكمل كلامها ، ضممتها ل لعلها تهدأ قليلا ، وبدأ موج من الذكريات جدران رأسي وقلبي ، تذكرت زوجتي الاولى ، تذكرت وصيتها لي بأن أعتني برقية و بأن أهتم بها ، أدركت أخيرا بأني أهملت وصيتها ، ادركت بأني أبا أحمقا حقا ، تأكدت بأني حثا*لة لاغير ، كانت رقية جميلة جدا ، لم تكن مريضة ولا قبي*حة أبدا ، كان القبح بعيني أنا ، كانت رقية ملاكا طاهرا ، وورقة بيضاء ناصحة البياض ، وكنت أنا عفنا أو نفاية أو أشد من ذلك ، شعرت بالخ*زي من كوني أبا لها ، تلفت صوب إبنتي رقية

لأرى الأن بأنها زهرة بيضاء ناصعة البياض بالغة الجمال ، بل كأني ارى حديقة أزهار كاملة ، أردت لمسها ، لكن لم أفعل ذلك ، يد كيدي لا ينبغي لها أن تمسها ، أحسست بألم في ، شعور أصابني ، رجفة هزتني من أخمس قيا لأعلى رأسي ، شعور أخر ، شهقات وصعوبة بالتنفس ، عدة أحاسيس إختلجتني دفعة واحدة ، سقطت عة ، عتان ، إنها وع الأن ، فيض من الوع تساقط ليستقر فوق رأس زوجتي

­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­

نهظت زوجتي وأكملت قائلة: رقية كانت تنتظرك لتستيقظ ، لكن غلبها النعاس فت على أرضية الغرفة ت بالقرب من سريرك ليلة أمس ، وقالت لي بأن لا أخبرك بأنها أتت لكي تستيقظ أنت ، وأنت أحمق حقا ، لما تقسو عليها دائما؟
س،، أدركت أن الجمال جمال الروح وجمال القلب ، لاجمال المظهر وخراب القلب ، أدركت بأن حنية صغيرتي رقية ونقاءقلبها هو أجمل شيء في الوجود ، أجمل شيء قد أحظى به

أدركت بأن لي حظ عظيما بإمتلاكي لطفلة مثلها
ضت ألي حسرة على كل مافعلته بصغيرتي رقية وبكيت كثيرا كوع كطفل ، كحسرة العالم أجمع ، ووعدت نفسي بأن أعوضها عن كل ماسلف وسبق وأطلب العفو و الغفران منها ، كان يوم مليئا بالوع مليئا بالأحاسيس والمشاعر
بعد أيام وبعد خروجي من المستشفى ، أذكر جيدا أني حددت يوما للخروج للتنزه أنا وزوجتي وحبيبتي رقية
في عشية يوم التنزه خرجت من عملي وراسلت زوجتي لكنها لم ترد علي راسلتها مرات ومرات لكن دون جدوى

عـ،، وصلت لمنزلي أخيرا ، وجدت أن أنوار المنزل مغلقة ، أقلقني ذلك كثيرا ، دخلت مسرعا ، ناديت زوجتي لكنها لم ترد علي ، تفقدت رقية لم أجدها ، صوت بكاء سمعته عند باب المنزل ، خرجت مسرعا ناحيته ، وجدت زوجتي ، سألتها “ماالذي حدث؟
قالت بصوت مت رقية ؟
قلت مابها رقية قالت وهي بصوت محشرج “رقية ما/،، تت إصط*ت بها سيارة قبل قليل وهي تلعب مع أبناء الجيران

­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­

سقط ذلك الخبر علي كالصاعقة ، هرولت مسرعا ناحية ذلك الشارع وأنا أبكي ، وأ بقوة ” رقية لا تتركيني ، سقطت مرة اولى تها سقطة أخرى ، فمرات ، تمز*قت وإتسخت ثيابي ، وشج رأسي وإنفت*ح جر*ح رأسي مرة أخرى

د،، وصلت أخيرا ، وجدت عددا غفير من الناس ، دفعتهم ومررت من بينهم ، تقت ناحية رقية ، تها وهي جث*ة هامدة ، بكيت ب وضت على شاربيا فتطايرت منهما ال*اء و حتى بحت رقبتي ” رقية لا تتركيني ، أحبك ياإبنتي ، عزيزتي لا تتركي أباك وحيدا ، أحسست ” بثقل ب ، ثم سقطت مغميا عليا بعا فقدت الكثير من ال*اء
إستيقظت فزعا من نومي وعرق ثخنا يتصبب من ، كان حلما ما حقا ، لقدأخذت قيلولة طويلة لثلاث ساعات كاملة ، إستيقظت على صوت رقية وهي تمسك بيديا ” لن أتلكك أبدا ياأبي ، قم يا أبي قم ، سيفوتنا موعد اللزهة ، وقبلتني وقالت أحبك يا أبي ستكون لزهة جميلة معك ياأبي ، ضممتها ل وقلت أحبك ياسعادتي
النهــــــــــــــــــــاية ♥

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *